م . مصطفى
المدير العام لمنتديات الزراعيين والهندسة المدنية
نقاط : 27636
تاريخ التسجيل : 01/03/2010
العمر : 51
 |  موضوع: السوسن  الأربعاء يوليو 28, 2010 4:58 pm | |
|  السوسن...حمــل معانــي الإيمــان والأمــل والحكمة و ربط بيــن السماء والأرض...نقلـــه تحوتمــــس الأول إلــى مصــر بعـد معـركة قادش...تنفرد به ســورية.. والســـوسن الدخانـي والبازلتي مهددان بالانقراض .. !
ثمة مثل صيني قديم يقول: « إذا كان لديك رغيفان, فبع أحدهما واشتر بثمنه زهرة، فالخبز غذاء للجسد, والزهر غذاء للروح». [size=16]عبر العصور نسجت أساطير حول الأزهار والنباتات, ففي الثقافات القديمة ارتبطت الأزهار والنباتات برموز, فصار الغار رمزا للنصر، وغصن الزيتون رمزا للسلام.واتخذت دول عدة من الأزهار والنباتات رمزا وطنيا, فاختار الاردن زهرة السوسن الاسود, واختارت اليابان زهرة الكرز,
[size=16]
[size=16]والباكستان الياسمين, واوكرانيا عباد الشمس, وبوهيميا نبات الزعتر, ومصر زهرة اللوتس التي قدسها الفراعنة واستخرجوا منها أثمن العطور, وارتبطت هولندا بزهرة التوليب, بينما ارتبطت بنغلادش بزنابق الماء, واتخذت روسيا زهرة البابونج نبتة وطنية لها. شكلت الأزهار والنباتات في الأساطير والمعتقدات أحد مقومات تراث الامم (تضع الفتاة الكورية الصغيرة ثلاث زهرات في شعرها للتنبؤ بمستقبلها) وتقول الأسطورة الإغريقية بأن أفروديت أعطت الوردة لابنها أوزيس الذي أعطاها الى إله الصمت ليتكتم على مغامرات أمه العاشقة, فكان الورد رمزا للسرية والتكتم، أما زهرة الخشخاش فقد استخدمته الالهة ديمتر لتوفر لها الهدوء والسكينة بعد ان فقدت ابنتها بيرسيفون, ولطالما كان الخشخاش رمزا لآلهة النوم, وإله الموت عند الاغريق. [size=16]
[size=16]تذكر أساطير الاغريق أن نارسيس أحد رعايا الالهة اليونانية القدامى تحلى بجمال أخاذ لم يدركه, الى أن رأى يوما انعكاس صورته في البحيرة فاقترب, وسقط فيها ولم يكن يجيد السباحة فمات, حينها قررت الآلهة تحويل جسده الى زهرة جميلة تطل دائما الى الماء وتزهر في الربيع, واعطيت اسم ذلك الشاب الجميل الذي اعجب يوما بجماله. وحتى اليوم لا زالت زهرة النرجس ترمز الى الاعجاب بالذات.
[size=16]
[size=16]ماذا تعرف عن السوسن ؟ [size=16]كانت الزهور عند الفراعنة توضع على المقابر وتدفن مع الأجسام، في زمن توت عنخ أمون شكلت زهرة السوسن رمزاً لسلطة الفراعنة المصريين. في كتيب أعده الأستاذ المهندس عبد السلام الحولاني من حمص (وزارة الثقافة- مديرية ثقافة الطفل, بالتعاون مع مشروع حماية الحيوان في سورية, وكلية الطب البيطري) أرجع تاريخ السوسن إلى العصور اليونانية القديمة,عندما لعبت الإلهة آيريس رسولة الرب ومجسدة قوس قزح دور الوسيط بين السماء والأرض. زرعت أزهار السوسن البنفسجية فوق قبور النساء لدعوة الآلهة لتكون دليل الميت أثناء رحلته, وزرع السوسن الأبيض – لون الصباح – على قبور المسلمين. يؤكد الحولاني إمكانية تتبع تاريخه إلى عام 1950 قبل الميلاد, عندما جلب فرعون مصر تحوتمس الأول السوسن معه إلى مصر بعد معركة قادش الشهيرة في سورية. استخدم السوسن في صناعة العطور وفي المعالجة الطبية, تتواجد أزهاره غالباً في الحدائق والغابات في كل أنحاء العالم, ويتواجد بشكل طبيعي في أوروبا, والشرق الأوسط, وشمال إفريقيا, وآسيا, وشمال أمريكا.
[size=16]
[size=16]ألوان ومعانٍ [size=16]حمل السوسن معاني الإيمان والأمل والحكمة وفي بعض مناطق العالم يمثل السوسن الأزرق الغامق أو البنفسجي الفخامة الملكية, أما السوسن الأصفر فرمز للعاطفة وقد يمثل السوسن معنى الشجاعة والإعجاب. استمد السوسن اسمه من اللغة اللاتينية التي تعني قوس قزح ومن ألوانه: [size=16]الزهري, الأبيض, البنفسجي, الأزرق, الأرجواني, الأصفر, والأسود. تسهل زراعته وهو من النباتات المعمرة، ينمو ويتكاثر بسرعة. [size=16]يزهر السوسن في الربيع وأوائل الصيف، وتستخدم ريزومات السوسن ( ساق أرضية ممتدة تحت الأرض ) طبياً لمعالجة السعال والربو فتخلط مع العرقسوس أو اليانسون بشكل مغلي, كما تستخدم لتعطير مساحيق التجميل, ويدخل في صناعة معاجين الأسنان [size=16]يغلى جذمور سوسن pseudacorus مع برادة الحديد فيعطي حبراً جميلاً يستعمل في صباغة الأنسجة بالاسود ويمكن استعماله في دباغة الجلود. [size=16]ويعرف سوسن florentina عند العطارين باسم عرق الطيب ويستخرج منه الآيريس غرين الذي يستخدمه الرسامون.
[size=16]
[size=16]السوسن السوري [size=16]تمتلك سورية حوالي 3247 نوعاً وعائياً تنتظم في 130 فصيلة وعائية وحوالي 910 أجناس يصعب الفصل حالياً بين النباتات النادرة والأخرى المهددة بالانقراض في الفلورا السورية نظرا لمحدودية التحريات والتداخل بين المفهومين, لكن السيد الحولاني يؤكد أن السوسن المسمى iris calcarea بصدد الانقراض, فهو نوع لا يصادف إلا في خرائب جبل سمعان والبارة ( إدلب ) وبشكل قليل جداً على ضفاف نهر عفرين، هناك أيضاً ال iris fumosa الذي كان ينتشر برياً في جبل الشيخ محسن وفي أورم الصغرى وجبل سمعان, لكنه انقرض وبقيت بعض أفراده في أورم الصغرى, ولأنه نوع مستوطن لا يوجد في أي بقعة أخرى من العالم خارج حدود سورية.
[size=16]
[size=16]سوسن بوست: ينتشر في قصر الحير ودير عطية حتى مهين وتدمر والفرقلس ورصد أيضاً على الطريق بين حمص ودمشق في منطقة القسطل في نيسان 1998. [size=16]السوسن الدخاني: أكدت جميع التحريات في مواقع أورم الصغرى, حلب, ترمانين, جسر البنات, قمحانة, جبل الشيخ محسن أنه انقرض من المنطقة بشكل نهائي ولكن عثر الحولاني على 4 أفراد منه في موقع أورم الصغرى في آذار 1998 . [size=16]السوسن السنجاري: ينتشر في أورم الصغرى وثكنة دارة عزة في الاماكن الصخرية التي تمتاز بتربة ضحلة قليلة العمق وتمثل هذه المواقع بقايا غابة سنديانية متدهورة. [size=16]سوسن المستنقعات: ينتشر في اللاذقية – المناطق المرزغية – وسلسلة الجبال الساحلية الغربية, ونهر بردى, الربوة, الغاب, الباسوطة, حارم, حمص ضفاف نهر العاصي. كان واسع الانتشار لكنه بدأ يعاني التراجع بسبب التغيير في بيئته الطبيعية التي نجمت عن تجفيف الغاب والجفاف النسبي للبقع المائية. [size=16]سوسن البازلت: أشير إلى وجوده على التلال المحيطة بقلعة الحصن عام 1933 أما في عام 1966 فقد تأكد وجوده على الطريق الواصلة بين القلعة وتلكلخ وكان من المعتقد أنه اندثر وبعد تحريات عديدة عثر على بعض أفراده بين الصخور البازلتية التي تمثل حدودا زراعية بين الحقول في قرية حديدة غربي حمص. يعاني هذا النوع من التراجع حالياً بسبب إزالة التلال وتحويلها إلى أراض زراعية ويصنف بأنه مهدد بالانقراض. [size=16]السوسن الأسود: أشير عام 1933 إلى وجوده في منطقة درعا وإلى الجنوب منها بمسافة 10 كم ورصد أيضاً خلال تحريات الحولاني في موقع مزيريب. [size=16]السوسن الحوراني: رصد في موقع كوية على السفح السوري لوادي اليرموك الذي مازال يحتفظ ببقايا غطائه النباتي . [size=16]سوسن جبل سمعان: أثبتت التحريات الدقيقة أن انتشاره الطبيعي وقف على مناطق جبل سمعان والبارة, يمتاز هذا النوع بقدرة عالية على تحمل الجفاف. [size=16]سوسن جبال لبنان الشرقية: انتشر فوق بلودان على ارتفاع 2000 م, وتثبت التحريات وجوده في منطقة القسطل بين حمص ودمشق. [size=16]السوسن الذهبي: يصادف هذا النوع في منطقة المياماس في السويداء التي تمثل بقايا غابية وعانى تراجعاً كبيراً في السنوات الاخيرة بسبب التعديات التي طالت المناطق الغابية بهدف تحويلها إلى أراض لزراعة الأشجار المثمرة. [size=16]قليل من الوعي [size=16]ثمة أنواع من السوسن تنتشر في سورية لكنها مهددة بالانقراض مثل السوسن الدمشقي والبازلتي وجبل سمعان. في عام 2008 وعلى هامش الفعاليات الثقافية والموسيقية لمهرجان دير مار اليان الحمصي, وبالتعاون بين مشروع حماية الحيوان ( سبانا ) في كلية الطب البيطري بجامعة البعث و وزارة الثقافة – مديرية ثقافة الطفل - تم افتتاح حديقة السوسن السوري البيئية في مدينة حمص وأذيع في حفل الافتتاح نشيد زهرة السوسن لأول مرة باللغتين العربية و الانكليزية. يشرف علمياً على الحديقة المهندس عبد السلام الحولاني - الذي يحضّر بحث رسالة الدكتوراه عن السوسن السوري- و ذلك لجهوده في إحصاء وجمع و تصنيف أنواع السوسن السوري من معظم مناطق الأراضي السورية، و الحفاظ على الأنواع النادرة و المهددة بالانقراض من زهرة السوسن ، و ذلك بزراعتها في حديقة السوسن. [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|
م.حنان بيلونة
استشارى عام المنتدى
نقاط : 27182
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 50
| | موضوع: رد: السوسن الأحد سبتمبر 05, 2010 1:57 am | |
| موضوع غاية في الروعة
بارك الله فيك | |
|
م . مصطفى
المدير العام لمنتديات الزراعيين والهندسة المدنية
نقاط : 27636
تاريخ التسجيل : 01/03/2010
العمر : 51
| | موضوع: رد: السوسن الإثنين سبتمبر 06, 2010 12:17 am | |
| | |
|
ناصر
متميز
نقاط : 25174
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
العمر : 61
| | موضوع: رد: السوسن الإثنين سبتمبر 27, 2010 7:18 am | |
| بارك الله فيك اخي مصطفي
موضوع فعلا جميل | |
|
